جدحفص - عادل الشيخ
أقامت جمعية الجمري الخيرية صباح أمس (السبت) بنادي الشباب الملتقى الإرشادي الأكاديمي «مسار التميز»، والذي حاضر فيه نخبة من المرشدين والمختصين الأكاديميين، إذ قدموا عدداً من المحاضرات لتهيئة طلاب المرحلة الثانوية العامة بخصوص اختيار التخصصات المناسبة في عدد من الجامعات المحلية والخارجية.
وتأتي الفعالية المستمرة منذ أربع سنوات بعنوان «ملتقى مسار التميز لطلبة الثانوية».
إلى ذلك قال رئيس جمعية الجمري الخيرية مجيد سيد علي لـ «الوسط»: «تأتي هذه الفعالية ضمن برنامج اهتمامنا بالجانب الأكاديمي خصوصاً لخريجي الثانوية العامة لتوجيههم إلى المرحلة الجامعية».
وأوضح «نحن مستمرون في هذا البرنامج منذ أربع سنوات ونحرص فيه على تهيئة الطلبة على دخول المرحلة الجامعية سواءً من خلال اختيار التخصصات أو الانفتاح على الجامعات العالمية المعترف فيها، أو حتى تهيئتهم لكيفية الدخول في المقابلات، بالإضافة إلى إعطائهم فكرة عن احتياجات سوق العمل ضمن خطة مملكة البحرين 2030».
وأضاف سيد علي «نقوم بالانتقال إلى المناطق ونحاول قدر الإمكان تغطية جميع مناطق مملكة البحرين، فمثلاً (اليوم السبت) نقيم هذه الفعالية في منطقة السنابس لتخدم أهالي المنطقة بأكملها، وكانت لنا فعالية في منطقة سترة، وخلال الفترة المقبلة سنقيم الفعالية ذاتها في المنطقة الغربية».
وبشأن فعاليات البرنامج، أفاد رئيس جمعية الجمري الخيرية: «نركز على تهيئة الطلبة إلى المقابلات التي على أساسها يتم اختيار المنح، وفي الوقت نفسه نعطيهم فكرة عن تخصص الهندسة بكل تخصصاتها، وذلك بالتعاون مع جمعية المهندسين البحرينية، إذ يحاضر أحد المهندسين المقتدرين وهو عيسى جناحي، بالإضافة إلى أننا دعونا أولياء الأمور ليكون هناك نوع من التواصل معهم حتى لو استجدت أمور في المستقبل».
وأشار سيد علي إلى أن «البرنامج عملنا فيه على مدى أربع سنوات، ويقدر عدد الطلبة الذين استفادوا منه نحو 400 طالب على مستوى البحرين سواءً على مستوى التهيئة أو اختيار الجامعات أو التخصص. ولقد أطلقنا اسم «مسار التميز» لكي نحرص على أن تكون لدى الطلبة المتميزين والمتفوقين من الخريجين جهة تهتم بهم وتتابع معهم ما بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية العامة، إلا أن ما يهمنا بشكل كبير أن يكون كل طالب متفوق يتخرج من الثانوية أن يحصل على جهة تدعمه لكي يختار التخصص الذي يناسبه أو الجامعة التي تتناسب معه، لأننا نعلم أنه لولا قدر الله قد أخفق هذا الطالب أو حصل له تلكؤ فإن هذا الأمر لن ينعكس عليه أو على أسرته فحسب إنما على مستوى المنطقة، فهناك أصوات محبطة بوجود متخرجين جالسين في المنزل، وهذا له تأثيره، لذلك نحرص أن يجلس الطالب المتفوق خلال أول سنة من تخرجه على مقعد الدراسة بالجامعة، وعلى المستوى الوطني فهؤلاء كفاءات وطنية ستخدم البلد وضروري أن نتفاعل معهم».
وأبدى سيد علي شعوره اتجاه إطلاق هذا المشروع قائلاً: «شعوري بالارتياح من أن جمعية الجمري الخيرية أطلقت هذا المشروع كمشروع ريادي على مستوى المملكة والآن أصبح نوعاً من الثقافة التي تعمّمت، فهناك الكثير من الجمعيات التي أخذت هذا البرنامج وبدأت تعمل فيه، فمثلاً في هذه الإجازة الأسبوعية نعلم أن هناك ثلاث مناطق تنظم الفعالية ذاتها في الاهتمام والاتجاه ذاتهما، وهذا أمر جيد بأن الجمعيات الخيرية بدأت تهتم بهذا الجانب بعد أن كانت لها اهتمامات أخرى قد تكون أقل أهمية، وهذا نعتبره إنجازاً للجمعية».
وتابع في هذا الصدد: «حالياً نعمل على إعداد برنامج طموح جداً باسم «جامعي في كل منزل» ونعمل في جميع المناطق وإن شاء الله يكون هناك نوع من التعاون مع جميع الجمعيات الخيرية والأهلية أن نطلق هذا المشروع بحيث نحرص على أن يكون في كل منزل جامعي»، لافتاً إلى أنه «ستكون هناك بيوت مستهدفة لأن هناك بيوت موجود بها جامعيون وبالتالي هذه الثقافة موجود لديهم، وهذا البرنامج يأتي بسبب أن بعض البيوتات للأسف لم يكن لأبنائها نصيب في الدراسة الجامعية، ويهمّنا جداً أن يكون هناك طلبة جامعيون».
وقال: «نحن في هذا البرنامج نحتاج إلى مساعدة الجميع على مستوى كل الفعاليات الموجودة في المناطق، ونأمل أن يتحقق ذلك لأن هذا البرنامج أعتقد أنه سيكون مشروعاً وطنياً كبيراً، وبعد فترة نستطيع أن نتفاخر في البحرين على مستوى دول الخليج بأن لدينا أكبر نسبة عدد طلبة جامعيين، فقد لا نستطيع التنافس على المستوى المادي بسبب الإمكانات المحدودة للبلد إلا أنه على مستوى العقول فإننا في البحرين أعتقد أننا نستطيع أن ننتج عقولاً تغني المنطقة من جميع التخصصات؛ فالثقافة المعلوماتية والتخصصات أعتقد أنها ستكون رسالة البحرينيين في المستقبل».
وعن الأيام التي تستمر فيها جمعية الجمري الخيرية تقديم هذا البرنامج للطلبة، أجاب سيد علي: «في تطبيق البرنامج الإرشادي للطلبة فإننا عملياً نركز على الإجازات الأسبوعية، ولكن البرنامج مستمر بشكل يومي لأننا نتواصل مع الطلبة ولدينا قاعدة معلومات كبيرة مع الطلبة ونتواصل معهم بشكل يومي، فأي استقسارات أو ملاحظات نحن نهتم بها بشكل يومي».
ورأى المتحدث «الاهتمام بالتعليم يحتاج إلى صبر، فالبرنامج مدته الزمنية طويلة، حيث إن الطالب لا يتخرج إلا بعد مرور أربع أو خمس سنوات، لذلك قد يكون هذا البرنامج صورة جديدة على مستوى العمل بالنسبة للجمعيات الخيرية التي اعتادت على إطلاق برامج صغيرة تأتي نتائجها بشكل مباشر من مثل توزيع الحقائب المدرسية، أما هذا البرنامج فهو برنامج تنموي على مدى خمس سنوات على الأقل، وبالتالي هو يحتاج إلى صبر ومتابعة مستمرة، وربما يتأخر الاحتفال بالإنجاز، لذلك نحن نهتم بجانب الاستمرارية في هذا المشروع، وإن شاء الله سنحتفل بعد مرور خمس سنوات بالفوج الأول المستفيد من البرنامج».
وشدد على أن «هذا النوع من البرامج يحتاج إلى تظافر كل الجهود ونأمل من كل الجهات الفاعلة في المجتمع أن تتساعد معنا لأنني أعتقد أنه من غير الممكن الحديث عن التنمية في أي بلد في حين يتم إغفال التعليم، فالتعليم هو الأساس لأي برنامج تنموي وبقدر ما ننجح في التعليم ومخرجاته سنفرض برنامج تنموي للمواطنين».
وعما إذا كان هناك تواصل بين جمعية الجمري الخيرية والجامعات بشأن الطلبة الخريجين، أوضح سيد علي: «هناك تواصل بين جمعية الجمري الخيرية وبقية الجامعات، وعلى مستوى جامعة البحرين أيضاً فهناك تواصل مستمر، وهناك اهتمام وهم متكفلون بأعداد كبيرة، وهناك اهتمام في حال رفع الحالات المحتاجة، لذلك على مستوى جامعة البحرين نحن نعمل أكثر على جانب اختيار التخصص مع الطالب أكثر من أن نوفر له الفرص لأن الفرصة تقريباً موجودة بالنسبة للتعليم في الجامعة. أما على مستوى الجامعات الأهلية فهناك أيضاً تواصل وهناك لقاءات معهم، وفي بعض الحالات نحتاج التوضيح للجامعة حالة العائلة الاجتماعية والحمد لله هناك تفهم جداً كبير للحالات الخاصة».
مردفاً «أما على مستوى الجامعات الخارجية فهي تسعى إلى تحصيل الأموال في النهاية، ويبقى دورنا هنا فقط تعريف الطلبة على إمكانات الجامعة وأن تكون معترف فيها».
واستطرد مجيد سيد علي قائلاً: «ما يشجع أن المجتمع حالياً يهتم بالتعليم وأن هذه الثقافة الآن منتشرة في بلدنا العزيز، فحتى حصالات جمع الأموال أطلقناها بشعار جديد وهو «التعليم أولاً»، وهذه الثقافة نحاول أن نوصلها إلى جميع المنازل، وما يهمنا أن يرى الطالب أن التعليم أولاً وهي رسالتنا في الجمعية»، مشيراً إلى أنه «ليس من السهل أن تكون أولويات الجمعيات الخيرية مثل هذه المشروعات في ظل كون المجتمع البحريني عاطفياً ومعتاداً على حل مشكلات الناس من جانب عاطفي كقضايا الأيتام مثلاً، لذلك أنا أعتقد أنه في هذا البرنامج نحن بحاجة إلى تظافر الجهود كأن تكون المنابر فاعلة وتركز على هذا الموضوع، فالتعليم هو أساس كل شيء ونحن بخير بالنسبة إلى التعليم إلى مستوى الثانوية العامة، فلدينا مدارس محترمة وخريجون».
مضيفاً في هذا الجانب «والملاحظ عند مقارنة طلاب المدارس النظامية والخاصة على مستوى الاستيعاب والقدرات نجد أن خريجي المدارس الحكومية متفوقون والمشكلة فقط في بناء الثقة، لذلك في المقابلات أداء طلاب المدارس الخاصة أفضل، بالإضافة إلى أن المدارس الخاصة يميزها الاختلاط بالثقافات المختلفة ولا أعني هنا اختلاط الجنسين، لذلك تجد الطالب منفتحاً على العالم، لذلك قد يكون طالب المدارس الخاصة مهيأ للدراسة خارج البحرين أكثر من طالب المدارس الحكومية، وهذه أحد التحديات، كون الطالب البحريني يعيش في قريته أو بلده ولا يفكر في الدراسة خارج البحرين، وهذا أمر يحتاج إلى ملاحظة والعمل عليه».
مؤكداً على أن «هذه جوانب لابد أن نهتم بها وهي الجانب الثقافي والاجتماعي التي تهيئ الطالب على أنه أمام التعليم لا توجد عقبات ولا حجج ولا معوقات، لأن التعليم هو من يفتح باب المستقبل أمامنا، ونحن نشعر بالفخر بمستوى مدارسنا إلى المرحلة الثانوية العامة وعلينا أن نواصل ونبني على ذلك إلى المستوى الجامعي».
وواصل سيد علي حديثه: «وبالنسبة للجامعات فإن الجانب التجاري - للأسف - له سطوته في أي برنامج أو مؤسسة، لذلك نحن نحرص على التأكد من أن تكون الجامعة معترفاً بها وأن التعليم لديها بشكل جيد، فغايتنا ليست تفريخ شهادات فقط وإنما نريد تخريج كفاءات وهناك فرق كبير بين حمل الشهادات وأصحاب الكفاءات».
وعبّر عن أمله في أن «يستثمر القطاع الخاص في التعليم، فالاستثمار في التعليم سيفيد البلد وسوق العمل بتوطين الكفاءات، ونحن نأمل الانفتاح على المؤسسات»، موضحاً «إننا لا نبحث عن تجميع أموال بقدر أننا نسهّل مهمات، فنحن لا نعطي الطالب أموالاً، ولكن نمنحه المعلومات والتوجيه والإرشاد ونسهّل عملياته، وهذا يعكس ما إذا كان الطالب جاداً في هذا الجانب من عدمه».
ويرى سيد علي أن «المرحلة الجامعية ليست مرحلة رافاهية وإنما تعب وجد واجتهاد ويجب على الطلبة العيش بأبسط الإمكانيات والإنجاز الكبير هو الحصول على الشهادة».
واعتبر رئيس جمعية الجمري الخيرية مجيد سيد علي أن «الجمعية تعمل على نشر هذه الثقافة، وعلى مستوى السنوات الأربع أستطيع أن أقول إن جمعية الجمري الخيرية من الممكن أن تفتخر أنها أطلقت هذا المشروع والحمد لله أصبح ثقافة واهتماماً، وهذه ريادة إلى الجمعية، ونحن نتساعد مع الجمعيات الأخرى بشكل كبير، وما يهمّنا هو أن الطالب يتخرج ويتوجه إلى الجامعة وليس بالضرورة عن طريق جمعية الجمري الخيرية، فالهدف هو التعليم، ونحن مستعدون إلى المساعدة سواء بالترتيب أو التنسيق مع بقية المؤسسات أو حتى توزيع أدوار».
آملاً في «أن يكون هذا الاهتمام من قبل الجمعيات مستمراً ولا يرتبط بأولويات مجالس الإدارات التي تتعاقب على الجمعيات الخيرية وخصوصاً أن مدى المشروع طويل ويستمر لمدة خمس سنوات».
منتهياً إلى القول إن «البرنامج وطني وليس له علاقة بالمناطقية والهدف منه تخريج كفاءات تخدم الوطن وحتى لو حدث تشبّع فإنها ستخدم المنطقة، وهذا ما سيشرّف البحرين كبلد وشعب أن يكون مزوداً لدول الخليج بالخريجين. ونحن لدينا أساس قوي جداً ولدينا البنية التحتية القوية في هذا المشروع التعليمي».
رابط الخبر في الصحيفة: http://www.alwasatnews.com/4614/news/read/985206/1.html