6 منح دراسية تخليداً لذكرى «الزهرات الست»
دشنت جمعية الجمري الخيرية مساء أمس الأول (الأربعاء 14 مارس/ آذار 2012) مشروع 6 منح دراسية لـ «الزهرات الست» تحت شعار «الوطن يجمعنا»، وذلك تخليداً لذكرى الفتيات الست اللاتي قضين نحبهن في حادث مروري مؤلم في سار في (25 فبراير/ شباط 2012).
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ الجمري الخيرية مجيد السيدعلي إن هذا المشروع سيحقق أحلام الزهرات الست من خلال تقديم ست منح دراسية لستة متفوقين كنّ هؤلاء الشابات سبباً في إسعادهم وتحقيق أحلامهم، حيث تصر جمعية الشيخ الجمري الخيرية على تحويل فاجعة الموت إلى حياة من خلال تخليد ذكرى زهراتنا الست، عبر تقديم ست منح دراسية، منحة باسم كل زهرة من زهراتنا، منحة غيداء، منحة طاهرة، منحة فاطمة، منحة مريم، منحة مروة، ومنحة رقية. وشهد الحفل كلمات، لقس كنيسة سانت كريستوفر كاثدريل كريس، وأخرى لقس كنيسة انجليكان كاثوليك هاني عبدالعزيز.
الفقيدات الست يجمعن طوائف وجاليات البحرين في نادي سار
«الجمري الخيرية» تطلق مشروع منح دراسية لـ «الزهرات الست»
«تمنيت أن اجتمع معكم لكي أتلقى التهاني لزواج بناتي أو للاحتفال بتخرجهن، ولكنني فخور بأن بناتي سيرسمن الابتسامة بعد وفاتهن على وجوه أخرى، تستفيد من المنح الدراسية المقدمة ليكملوا المشوار الذي لم تستطع طاهرة وغيداء أن تكملاه لأن الموت كان زمنه أسرع من شهادة التخرج».
هكذا بدأ عبدالأمير السهلاوي - والد الفقيدتين طاهرة وغيداء (ضحيتي الحادث الأليم في سار)، كلمته في حفل تدشين مشروع ست منح لست زهرات الذي نظمته جمعية الشيخ الجمري الخيرية مساء الأربعاء (14 مارس/ آذار 2012) في نادي سار تحت شعار «الوطن يجمعنا».
وأطلقت الجمعية حملة لجمع التبرعات من أجل مشروع الزهرات الست بهدف تقديم ست منح دراسية باسم فقيدات البحرين الست اللواتي رحن ضحية حادث مروري وقع في منطقة سار في مساء يوم السبت (25 فبراير/ شباط 2012)، عندما انزلقت السيارة التي كانت تقودها إحداهن، ما أدى إلى انحراف السيارة لترتطم برصيف ومن ثم بحائط أسمنتي لمبنى قيد الإنشاء. وأكمل والد الفقيدتين حديثه بحرقة كانت تغص بحلقه وارتسمت كدموع على وجه الحضور وعبر عنها شقيق المتوفيات الصغير بصراخ يعبر عن حجم الفقدان، بأن آخر حديث جمعه ببناته كان يدور حول تخصصاتهما ما بعد مرحلة التخرج من المرحلة الثانوية، حيث كانت غيداء تريد تتويج تفوقها الدراسي والذي لم تقل نسبته عن معدل 96 في المئة طوال مراحل دراستها بالطب النفسي، بينما ابنته طاهرة كانت تتطلع للطب البشري والتي لم تكن اقل تفوقا من شقيقتها، ولكن هذا المشروع سيحقق أحلامهما عندما يحصل عليه متفوقون آخرين باسميهما.
يصمت السهلاوي برهة من الوقت لتذهب به الذكريات حيث كانت بناته يشاركنه يومياتهما وضحكاتهما وأحاديثهما، وقال كان آخر كتاب قد قرأته قبل أن تفارقني ابنتي هو «فلسفة الموت» علمتهما كيف يكون الموت وكيف نواجهه دون أن اعلم بأنهما ستواجهانه قبلي وترحلان وتتركاننا نواجه مرارة فقدانهما وحدنا. وأشاد بالمشروع الذي يسعى إلى تقديم 6 منح لست متفوقات، منوها الى ان ما يعيشه وأسرته ليس محنة كما يسميها الناس بل هي منحة إلهية وابتسامة سترسم على وجوه متفوقين ينتظرون هذه المنحة آملا أن يتحول عدد هذه المنح من 6 إلى 600 منحة دراسية.
سيدعلي: نسعى لتنظيم حملة وطنية باسم الفقيدات
ومن جانبه، تقدم رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ الجمري الخيرية مجيد سيدعلي باسمه وباسم أعضاء الجمعية بأحر التعازي لأسر الزهرات الست الذين كانوا موجودين وحاضرين للفعالية، داعيا الله أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان. وقال ان هذا المشروع سيحقق أحلام الزهرات الست من خلال تقديم ست منح دراسية لستة متفوقين كانت هذه الشابات سببا في إسعادهم وتحقيق أحلامهم، حيث تصر جمعية الشيخ الجمري الخيرية على تحويل فاجعة الموت إلى حياة من خلال تخليد ذكرى زهراتنا الست، عبر تقديم ست منح دراسية، منحة باسم كل زهرة من زهراتنا، منحة غيداء، منحة طاهرة، منحة فاطمة، منحة مريم، منحة مروة، ومنحة رقية. وأشار إلى أن الشعار الذي حمله المشروع «الوطن يجمعنا» لم يكن بعيدا عن أجواء الفعالية، إذ ضمت صالة النادي التي ازدحمت بالحضور ألوانا من الطوائف والمذاهب البحرينية ومختلف الجاليات والشخصيات البارزة من مواطنين ومقيمين، وان تنظيم الجمعية لهذه الفعالية يعد بمثابة الإعلان الرسمي لمشروع حملة وطنية للتبرعات التي ستشتمل جميع القطاعات من خلال تشكيل فريق عمل وطني متجانس. مضيفا ان هذه الفعالية تأتي من ضمن توجهات الجمعية للاهتمام بمشاريع الرعاية الأكاديمية عبر تسهيل حصول الخريجين والخريجات على منح دراسية في صورة قروض حسنة.
وكانت الجمعية قد بدأت مشروع المنح الدراسية منذ بداية العام الأكاديمي الجاري وقدمت من خلاله قروضا دراسية لعدد من المتفوقين والمتفوقات للدراسة في عدد من الجامعات في داخل البحرين وخارجها.
القس كريس: وجودنا نموذج للتلاحم البحريني
إلى ذلك، عبّر قس كنيسة سانت كريستوفر كاثدريل كريس عن بالغ الحزن الذي شعرت به الجالية الأجنبية المسيحية الوافدة في مملكة البحرين جراء سماعها خبر الحادث الأليم. وقدم باسمه وباسم المجتمع الغربي التعازي لأسر الضحايا، وقال: «إننا نشعر بحزن عميق يشارككم أحزانكم وآلامكم، وخصوصا أنني أب ولدي زوجة وثلاثة أبناء، واشعر ما يعنيه فقدان الابن»، وأضاف «عندما قرأنا الخبر صلينا من أجل الفتيات». وقال: «إن الحادث الذي ذهب ضحيته ست شابات كان مروعا، لأنه اختطف ست أرواح مازالت في مقتبل العمر، ولكنها كانت مشيئة الله، ولكن الله يخلق من المآسي بعض النتائج الجميلة».
وأوضح القس أن وجودهم في هذه الفعالية يقدم نموذجاً من التقارب الاجتماعي في المجتمع البحريني الغني والمتنوع حيث يجتمع الناس، ويتبادلون الثقافات، وأشاد بمشروع «الزهراء الست» الذي من شأنه أن يدعو لتقارب المجتمع من خلال تقديم المساعدات وبالتالي يساهم ذلك في إحداث تغيير.
الخياط: هذه الفعالية تكملة لمشوار بدأه الشيخ الجمري
ومن جهة أخرى، ركز الشيخ جاسم الخياط على الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في توعية المجتمع لتقديم التبرعات لمثل هذه المشروعات الخيرية، مشيرا إلى أن معظم أفراد المجتمع يعكفون على جمع التبرعات لبناء المساجد، ولكن هناك خدمات اجتماعية وإنسانية أخرى لا تقل ثوابا عن المساهمة في بناء المساجد. معبرا عن إعجابه بمختلف الأطياف المتنوعة التي حضرت الفعالية والتي تكمل الصورة التي رسمها المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري في الانفتاح على المجتمع وجمع أطيافه، منوها الى ان هذه الفعالية بمثابة امتداد لمشوار الشيخ الجمري رحمه الله.
القس هاني عبدالعزيز: جمعية «الجمري» حركت المياه الراكدة
وعلى صعيد آخر، قال قس كنيسة انجليكان كاثوليك هاني عبدالعزيز بعدما قدم تعازيه لأسر الفقيدات إن «ما قامت به جمعية الجمري الخيري يعد بمثابة الحجر الذي القي في مياه راكدة ليجمع أطياف المجتمع على قلب واحد وحول قضية واحدة من دون الالتفات للمذهب أو العرق، حيث قدم الشيخ الجمري هذه البادرة منذ البداية وعلى المجتمع إكمال المسيرة والتكاتف الاجتماعي والإنساني».
اللنجاوي: الحادث هز قلوب جميع البحرينيين
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم اللنجاوي: «كان وقع هذا الحادث اليما بالنسبة لجميع أطياف المجتمع، حيث هز القلوب وجعلنا نتكاتف في مثل هذه الفعاليات». وأكد أن غرفة تجارة وصناعة البحرين سيكون لها دور فعال في هذا المشروع الوطني، وخصوصا انها تنطلق من باب المصالحة الوطنية.
مدرسات «سار والشروق»: لن ننساكن أبداً وستبقى ذكراكن مخلدة
ولم تكن مدرسات مدرستي سار والشروق الثانويتان للبنات بعيدتين عن المشاركة، فقد ألقت زهراء الصفار كلمة نيابة عن جميع المدرسات، ذكرت فيها ما كانت تتميز به الفقيدات من حسن الأخلاق، وما يتمتعن به من أدب وتفوق علمي، وقالت: «أرواحكنّ ترفرف حولنا ولا يمكن نسيان من غيبه الموت ومن كنّ معنا في يوم من الأيام، لكن في كل زاوية ذكرى ضحكاتكنّ، مرحكنّ وأقوالكنّ لا تمحى، فكيف لنا أن نعزي ذويكنّ بل نعزي أنفسنا بفقدكنّ أيتها الفتيات الطاهرات»، وأضافت «نعاهدكنّ على الوفاء لكن بالدعاء وطلب الرحمة والمغفرة من الله لكن، وعزاؤنا الوحيد في هذا المصاب أنكن في رحمة الباري عز وجل».
الزياني: أدعو لتكرار هذه الفعاليات في «العاصمة»
وقال احد الحضور الشيخ محمد الزياني ان هذا المشروع يعد بادرة لافتة إذا جمعت الفاجعة طوائف البحرين من شيعة وسنة ومسلمين وغير مسلمين، داعياً لتكثيف مثل هذه الفعاليات وإقامتها وعلى وجه الخصوص في العاصمة كي يتمكن كل المدعوين من الحضور. وأشار الى أن هذا النوع من الفعاليات يذيب الحواجز بين أطياف المجتمع وجمعهم في عمل خيري واحد، مؤكدا اهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في ربط أواصر المجتمع التي تفرقت بفعل الأزمة الأخيرة. مؤكدا أن حضوره يعد نموذجا حيا لترابط المجتمع البحريني.
ووقف الحضور دقيقة حداد على أرواح الزهرات الست كل يذكر الله بطريقته فالمسلمون قرأوا سورة الفاتحة على أرواح الفقيدات بينما قدم المسيح والهندوس صلاتهم بطريقتهم الخاصة، ولكن الكل اجتمع في هذه الدقيقة على ذكر الفقيدات الست والدعاء لهن. ومن جهتها قدمت جمعية الشيخ الجمري الخيرية ست باقات من الورود لأهالي الفقيدات.
رابط الخبر في الصحيفة http://www.alwasatnews.com/3478/news/read/643692/1.html